Skip to the content

رسالة رئيسة برلمان كوردستان في ذكرى مأساة الأنفال د. ريواز فائق : "الأنفال جرح ينزف ل ٣٤ عاما، ولا يندمل في نفوس ذويها ونفوسنا جميعا"

في الذكرى (٣٤) لعمليات الأنفال ننحني تقديرا و وفاءً لجميع شهداء الإبادة الجماعية في عمليات الأنفال، فالأنفال جرح ينزف ل ٣٤ عاما، ولا يندمل في نفوس ذويها ونفوسنا جميعا.

 فهذا التأريخ الأسود يبقى في ذاكرة الأنسان الكوردي مليئا بالآلام والمآسي، وتبقى تبعتها وآثارها في فكر وضمائر شعبنا للأبد.

والأنفال في الأصل جريمة متعددة الجوانب ومخطط لها مسبقا، لإبادة شعب كوردستان، فإبادة ١٨٢ ألفا من الناس العزل، وتدمير وحرق آلاف القرى وآلاف الهكتارات من البساتين والعيون وبيئة كوردستان لهي جريمة لا تنتهي آثارها الاقتصادية والاجتماعية.

إن الأنفال عملية كغيرها من جرائم الإبادة الجماعية المرتكبة في التأريخ ضد شعبنا، من قبل النظم المتعاقبة لحكم العراق، تلك الجريمة التي لم تتوقف، بل تكررت بأساليب جديدة ومتنوعة.

ولم يفرق الأعداء في عمليات الأنفال بين الأصوات والألوان المختلفة للمكونات المختلفة لشعب كوردستان، ولكن الشعب الكوردي تمكن من التغلب على كل هذه الجرائم والمآسي بالاتفاق والاتحاد.

واليوم، وفي هذه ذكرى المليئة بالآلام والأحزان نحتاج، أكثر من أي وقت آخر، إلى جسد واحد وخطاب وطني موحد وخطوات عقلانية نحو التغلب على جميع الأحداث والتغيرات والمستجدات القادمة، وذلك تحقيقا للأهداف الاستراتيجية والوطنية لشعبنا، وتحقيقا لأحلام وآمال الشهداء والمؤنفلين.

يجب أن نجعل ذكرى الأنفال بداية جديدة للمراجعة، والاتحاد، والموقف المشترك بخصوص القضايا المصيرية.

وعلى المستويين الدولي والداخلي علينا أن نذكر المجتمع الدولي مرة أخرى باستنكار هذه الجريمة و تعريفها بأنها إبادة جماعية، وتعويض ضحاياها ماديا ومعنويا.

وعلى حكومة إقليم كوردستان أن تعمل بالتوصيات التي وجهتها لجنة شؤون الشهداء والمؤنفلين و السجناء السياسيين لها، بهدف تقديم الخدمات للمناطق المتضررة.

المجد للشهداء، و اللعنة على مرتكبي مأساة الأنفال والإبادة الجماعية لشعب كوردستان.

 

   د. ريواز فائق

رئيسة برلمان كوردستان 

14 نيسان 2022